الخميس، ٢٨ محرم ١٤٣١ هـ

الأمام احمد بن حنبل

المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية الشريعة – الثقافة الإسلامية
ماجستير- مستوى أول





إعـداد الطالبة:
ريم عبد العزيز الحسن
إشراف:
الأستاذ الدكتور/ مساعد الفالح


أن الحمد لله نحمده ونستعينة ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مظل له ومن يظلل فلاهادي له وأشهد إن لااله إلا الله وان محمد عبده ورسوله

المبحث الرابع:
الأئمة الأربعة ومذاهبهم
المطلب الرابع:
الأمام أحمد بن حنبل وفيه فروع

أحمد بن حنبل
الفرع الرابع
أصول مذهبه(الإمام احمد بن حنبل)
الفرع الثالث
محنته ( الإمام احمد بن حنبل)
الفرع الأول
نسبه ونشأته وحياته
الفرع الثاني
مكانته العلمية






الفرع الأول
نسبه ونشأته وحياته :



أبو عبد الله احمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن انس بن عوف بن قاصد بن مازن بن شيبان بن ذهَل بن ثعلبه بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر وائل الذهلي لشيباني المروزيَ ثم البغدادي احد ألائمه الإعلام
يقول فيه الشافعي : ”خرجت من العراق , فما تركت رجلاً
أفضل ولا اعلم ولااورع ولا اتقى من احمد بن حنبل“
كانت حيات احمد فيه عصر استقرت فيه الأمور لدوله العباسية بعد قلمت اضافر خصومها من الخوارج والعلويين على السواء
إلا أن بوادر التنافس بين العباسيين أنفسهم , قد بدأت تطل فيه فتنه الأمين والمأمون .
نشأ يتيماُ فأحسن أمه تربيته ووجهته إلى العلم فانكب عليه .
ولد إلامام احمد في مدينه بغداد سنه 164هـ وتوفي يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول سنه 241هـ وله من العمر 77
سنه وفي طفولته الأولى توجه إلى العلم فعكف على السنة يجمعها ويحفظها حتى صار إمام المحدثين.
رحل لطلب العلم إلى مكة والمدينة والشام واليمن , وغيرها من الأقطار الاسلاميه وقد التقى بالشافعي عندما قدم إلى بغداد
وتفقه عليه .
تلقى العلم على عدد كبير من العلماء في بغداد, ودفعة حبه للحديث إلى الاتجاه نحو المحدثين, أو من يغلب عليهم منهج
الحديث من الفقهاء ولهذا فقد كان يتمنى أن يلتقي بالإمام مالك, غير أنه لم يتمكن من ذلك فقد تأثر بالإمام الشافعي وأعجب
به وبخاصة إن الشافعي كان معروفاً بالعراق بمناصرته للحديث , وربما كانت صلتة بالشافعي هي السبب في اتجاهه إلى الفقه
وشهرته به .
وهناك روايات تذكر انه اتصل بأبي يوسف صاحب أبي حنيفة (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر بتصرف يسير د/ احمد العليان, تاريخ التشريع والفقه الإسلامي ص285 – 295
وانظر ترجمه احمد بن حنبل , سير إعلام النبلاء للذهبي
وانظر د/ عمر بن صالح بن عمر, المدخل إلى دراسة الفقه الإسلامي ص113
وانظر الأستاذ محمد مصطفى شلبي , المدخل في التعريف بالفقه الإسلامي وقواعد الملكية والعقود فيه
وانظر الأستاذ مناع القطان, تاريخ التشريع الإسلامي ص 378





















الفرع الثاني:
مكانته العلمية

نشأ الإمام احمد منذ صغره إلى دراسة العلوم الدينية فحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية ولم بلغ سن الخامس عشر من عمره تقريباً اتجه لدراسة الحديث وحفظه أحب هذه الدراسة ثم قام برحلات عديدة من أجل دراسة الحديث فأخذ الحديث عن كثير من العلماء الثقاة منهم هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة والشافعي وغيرهم من أئمة الحديث ولقد إفادته هذه الرحلات كثيراً في دراسة ألسنه النبوية وحفظها وتحقيق روايتها فروى عنه الشافعي والبخاري ومسلم وغيرهم وقد قال ابن الجوزي إن احمد لم ينصب نفسه للحديث والفتوى إلا بعد إن بلغ الأربعين وكان من قبل يفتي لضرورة
دون إن يتخذ لنفسه مجلساً يقصده طلاب العلم للأخذ عنه , فلما ذاع ذكره في الأفاق الاسلاميه وقصده الناس لسؤال
عن الحديث والفقه جلس لدروس والإفتاء في المسجد الجامع ببغداد وكثر الازدحام عليه حتى ذكر بعض الرواة إن
عده من كانوا يستمعون إلى درسه نحو خمسة ألاف مما يدل على مدى ماوصلت إليه مكانته العلمية والذي جاء في تاريخ
( الذهبي والمناقب) لأبن الجوزي , يدل على أن مجلسه تميز بالوقار والسكينة وأنه كان يسال عن الأحاديث المروية في
الموضوع , فيتحرى النقل من كتبه غالباً دون إن يعتمد على الحفظ وحده , وانه كان يرى إن علم الدين هو علم الكتاب والسنه,
فلا يسمح بتدوين فتاوى الفقهية , ويعتبر تدوين آرأء الناس في الدين من البدع ومما يدل على علو مكانته شهادة علماء
عصره السابقين واللاحقين يقول الذهبي: هو الإمام حقاً, وشيخ الإسلام صدقاُ أبو عبد الله
قال الربيع بن سليمان : قال لنا الشافعي : احمد إمام في ثمان خصال : إمام في الحديث , إمام في الفقه , إمام في اللغة ,
إمام في القرآن, إمام في الفقر, إمام في الزهد, إمام في الورع, إمام في السنة.
ويعد احمد بن حنبل فقيه صاحب مذهب غلبت عليه نزعه التحدث بدليل إن تلاميذه من بعده جمعوا مسألة في الفقه وفتاويه
ودونوها في مجامع كبيره مما جعلت له مذهباً مستقلاً .
ولقد اشتهر الإمام احمد بن حنبل بالتقوى والورع والزهد فاعرض عن الدنيا ورفض إن يستجيب لزخرفها (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر أ/مناع القطان , تاريخ التشريع الإسلامي ص381
وانظر د/ احمد العليان, تاريخ التشريع والفقه الإسلامي
وانظر أ/محمد مصطفى شلبي , المدخل في التعريف بالفقه الإسلامي ص200
وانظر د/محمد كمال الدين إمام وجابر عبدا لهادي الشافعي, المدخل لدراسة الفقه الإسلامي ونظرياته العامة, ص243 -244





الفرع الثالث: محنته ( إلامام احمد بن حنبل)

في سنه 218 هـ في أخر سنه من خلافة المأمون العباسي أثيرة مسالة القول بخلق القرآن وهل هو مخلوق أو قديم
مسالة إثارتها المعتزلة قبل ذلك وكانت عقيدتهم فيها أنها مخلوق وليس قديماً, وقد اقتنع المأمون بعقيدتهم فأراد
أن يحمل الناس عليها ففتح فيها باب المناظرة وجعل عقاب من لم يعترف بها من الفقهاء والعلماء حرمانه من وضائف الدولة
بالأضافه إلى العقاب بالضرب والتعذيب والسجن وأمتحن احمد بن حنبل وجماعه من العلماء بهذه المسائلة فاعترف بها من
أعترف ووقف احمد بن حنبل فيها موقفاً لايلين , فسيق مكبلاً بالحديد إلى حيث يقيم المأمون خارج بغداد غير إن المأمون
مات قبل إن يصل إليه الإمام احمد بن حنبل وتولى بعده أخوه المعتصم . فسجن ابن حنبل وأمره به فضرب بالسياط حتى
كان يغمى عليه في كل مره واستمر في سجنه وتعذيبه قرابة ثمان وعشرين شهرا فلم يغير الإمام احمد بن حنبل
عقيدته ولم تضعف عزيمته بعد ذلك أطلق صراحة واستمرأت الفتنه خلافة المأمون والمعتصم والواثق فلما تولى
المتوكل الخلافة رفع الفتنه وأبطل البدعة واظهر السنة.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر بتصرف يسير أ/محمد مصطفى شلبي , المدخل في التعريف في الفقه الإسلامي ص201-202
وانظر د/عمر الأشقر, المدخل إلى الشريعة والفقه الإسلامي ص249
وانظر د/عمر بن صالح بن عمر, المدخل إلى دراسة الفقه الإسلامي ص114





الفرع الرابع:
أصول مذهبه(احمد بن حنبل)

الأصل الأول:
1/القرآن الكريم
يعتبر القرآن الكريم الأصل الأول للمذهب الحنبلي شأنه في ذلك شأن باقي المذاهب الأخرى يلجأ إليه أولا في استنباط الاحكام الشرعية

الأصل الثاني
2/السنة النبوية
يأتي الحديث الصحيح بعد القرآن الكريم كأصل من أصول مذهب الإمام احمد بن حنبل في استنباط الإحكام وكان إبن حنبل لايقدم على الحديث الصحيح رأي ولا قياسا ولاقول صحابي ولاعدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير من العلماء اجماعاً

الأصل الثالث
3/فتاوى الصحابة
عند عدم وجود نص من كتاب أو حديث صحيح يحكم المسألة ووجد احد الصحابة فتوى لايخالفه فيها غيره كان الإمام احمد يأخذ بها في بناء الإحكام دون إن يدعى إن ذلك اجماعاً بل كان يقول : انه لايعلم شيئاً يخالف هذه الفتوى , إما إذا اختلف الصحابة في حكم المسألة على أقوال فأن الإمام احمد يتخير من هذه الأقوال أقربها إلى الكتاب والسنة , ولايعدل عن أقوال الصحابة إلى سواها فأن لم يتبين له موافقة احد الأقوال حكى الخلاف ولم يجزم بقول .

الأصل الرابع:
4/ الأخذ بالحديث المرسل والحديث الضعيف
كان الإمام احمد إذا لم يجد للمسألة حكم في الكتاب أو السنه الصحيحة أو فتاوى الصحابة كان يلجأ إلى الأخذ بالحديث المرسل أو الحديث الضعيف بشرط إلا يكون الراوي معروف بالكذب أو الفسق , وكان يقدمه على القياس إذ كان يقول الضعيف أحب إلينا من الرأي

الأصل الخامس:
5/ القياس
إذا لم يكن في الواقعة نص من كتاب أو سنه صحيحة ولم يرد فيها للصحابة رأي ولم يصل إليه فيها حديث مرسل أو ضعيف لجأ إلى القياس وكان الإمام احمد يرى إن القياس ضرورة لايصار إليه إلا عند انعدام الآدله التي تؤخذ منها الإحكام .
هذا ولقد ثبت عن الإمام احمد أخذه بالمصالح المرسلة وسد الذرائع والاستصحاب(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر د/محمد كمال الدين إمام وجابر عبدا لهادي الشافعي, المدخل لدراسة الفقه الإسلامي ونظرياته العامة ص247-248
وانظر د/عمرا الأشقر, المدخل إلى الشريعة والفقه الإسلامي ص250
وانظر د/محمود محمد الطنطاوي , المدخل إلى الفقه الإسلامي , ص230


المـــــــــــــراجع:

1) د/أحمد العليان , تاريخ التشريع والفقه الإسلامي
2) د/عمر الأشقر , المدخل إلى الشريعة والفقه الإسلامي
3) د/عمر بن صالح بن عمر , المدخل إلى دراسة الفقه الإسلامي
4) أ/ محمد مصطفى شلبي , المدخل في التعريف بالفقه الإسلامي وقواعده الملكية والعقود فيه
5) أ/ مناع القطان , تاريخ التشريع الإسلامي
6) د/ محمد كمال الدين إمام – جابر عبد الهادي الشافعي , المدخل لدراسة الفقه الإسلامي ونظرياته العامة
7) د/ محمود محمد الطنطاوي , المدخل إلى الفقه الإسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق