الخميس، ٢٨ محرم ١٤٣١ هـ

مفهوم النظم ونشأته وحاجة البشرية إليه

بسم الله الرحمن الرحيم
أن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد رسول الله ..


البحث:( مفهوم النظم ونشأته وحاجه البشريه اليه )

إولاً: مفهوم انظم(لغة و إصطلاحاً ):




لغه:
جمع نظام والنظام في اللغة له عدة معاني منها الجمع والتأليف والطريق والعادة فمثلاً تقول ليس لهم نظام أي ليس لهم طريق يسيرون عليه.




اصطلاحاُ:
هو مجموعة الأحكام والقواعد المتناسقة والمتكاملة المتفاعلة
فيما بينها أو هو ضابط لأعمال الأفراد في اي مجال.



تعريف النظام في الإسلام:

هو الأحكام والقواعد التي وضعها الله لتنظيم وضبط أعمال وعلاقاتهم المتنوعة و هذه الأحكام والقواعد تنبثق عن العقيدة
الاسلامية والتي بدونها لا يكون لهذه الأحكام الامتثال والقبول.(1)
وقد يطلق ويراد به معنى عاماً:

فيكون أحد مفاهيم العقل الأساسية ويشمل الترتيب الزماني
والمكاني و العددي والسلاسل والعلل والقوانين والغايات والأجناس والأنواع والأحوال و الأجتماعية والقيم الأخلاقية والجمالية.

وقد يطلق النظام ويراد به معنى خاصاُ :
فيقال مثلاُ نظام العمال ونظام المحامين (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1\انظر

د.صالح الهندي محمد الهواري

نوال شرار خالد اللتياني

محمود حموده محمد عساف

محمد دنيات إسماعيل العبداللات

الثقافة الأسلامية ,صـــفحة(299) الطبعة الأولى 1420هـ -20000م

مفرح بن سليمان القوسي,مدخل لدراسة النظم الأسلامية صفحه(10)الطبعه الأولى 1426هـ-2005م.

*نشأه النظم الإسلامي:.
ان الدين الاسلامي يتمثل بعلاقه الانسان بربه ولايقتصر على تلك العلاقه بل يتعداها الى تنظيم شوؤن الحياه في مختلف المجالات والتنظيمات السياسيه والاقتصاديه والماديه والعسكريه والقضائيه وغيرها .
فالاسلام جاء لينظم امور الانسان جميعاً فهو اسلام دين ودوله , عقيده ونظام , اخلاق وتشريع, سياسه وحكم .
ويمكن القول بأن نشأت النظم الاسلاميه مرتبطه بنشأت شريعه الله في الارض ودينه الذي ارتضاه لعباده (1)
ولايمكن للأنسان الذي ميزه الله بالعقل البشري ان ينكر على الاسلام نزعته التنظيميه فما يجحد بذلك الا مكابر او جهول (2)
فقواعد الاسلام واحكامه في السياسه والاقتصاد والاجماع والقضاء والعقوبات وغيرها من القواعد والاحكام التي تنظم الحياه الخاصه والعامه تشكل بمجموعها وتفاعلها وترابطها النظام الاسلامي , فنظام الاسلام حلقات شامله ومتكامله متصله بعضها ببعض بتناسق وتوازن معجز بحيث يمثل وحده متكامله في العقيده والعباده والاخلاق والاجماع والاقتصاد ومبادئ الاحكام (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1\انظر بتصرف يسير د/عبدالكريم عثمان , معالم الثقافه الاسلاميه ص 165 الطبعه الاولى 1422هـ - 2001م .
2\أنظر د/صبحي الصالح , النظم الاسلاميه ص7 الطبعه السادسه .
3\انظر د/محمد ابو يحي , راشد شهوان , عبدالرحمن الكيلاني , احمد العوايشه , يوسف غيطان ,الثقافه الاسلاميه ثقافه المسلم وتحديات العصر ص82 الطبعه الاولى 1420هـ - 2000م


حاجه البشريه الى النظم :
من الظواهر المتكرره في تاريخ البشريه ان الانسان يميل الى الجماعه ويندفع الى التجمع بفطرته , ويلتف حول بني جنسه ليكونوا مجتمعاً يلبي حاجاتهم , ويوفر لهم الضرورات , وفيه يتم التفاعل بين الفرد والجماعه على مختلف المستويات وهذه الظاهره يعبر عنها علماء الاجتماع بمقوله ارسطو( الانسان مدني بالطبع ) ويدفع البشريه الى التجمع دوافع عديده
1\ الدافع النفسي :
الفرد يحتاج الى ان يكون في جماعه ليسكن اليها كما احتاج آدم الى حواء ليسكن اليها , فالدافع النفسي اذا هو الدافع الاول الى الاجتماع البشري ذلك ان الانسان كائن اجتماعي يأنس بفطرته الى الجماعه , ويحب ان يعيش فيها , ويشعر في قرارت نفسه بأنه لايستطيع ان يعيش في عزله عن غيره ينقطع فيها عن الناس فالعزله قاتله له والوحده واد لطبيعته ومن اجل هذا كانت عقوبه السجن للمذنب هي الحرمان من الجماعه الذي يشعر معه السجين بالالم النفسي
2\ الدافع المادي:
ويراد به ان الله عز وجل خلق الانسان وركبه على صوره لاتصلح حياته ولاتبقى الا بالاتصال مع الاخرين فلانسان يولد ولاقدرت له على الحركه وهو في حاجه ماسه الى غذاء جسمه وتعهد نظافته والعمل على راحته ويستمر هذا فتره طويله تمتد عدة سنين حتى يستطيع ان يخدم نفسه وإذا شب عن الطوق وقوي ساعده لازمه كذلك العجز عن الوفاء بمطالبه ولو فرضنا منه اقل مايمكن فرضه وهو قوت يوم من الحنطه – فلايحصل الى بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ , وكل واحد من هذه الاعمال الثلاثه يحتاج الى مواعين والآت لاتتم بصناعات متعدده من حداد ونجار وفخوري ويستحيل ان يفي بذلك كله او بعضه قدرت الواحد فلابد من اجتماع القدر الكثير من ابناء جنسه ليحصل القوت له ولهم .
3\الدافع الامني :
فلانسان بحاجه ماسه للعيش مع بني جنسه , ولم كان العدوان طبيعاُ في الحيوان جعل لكل واحد منها عضواُ يختص بمدافعة مايصل اليه من عادية غيره , وجعل للأنسان عوضاُ من ذلك كله كالفكر واليد فاليد مهيئه لصنائع بخدمه الفكر والصنائع تحصل له الآلات التي تنوب له عن الجوارح المعده في سائر الحيوانات لدفاع مثل الرماح التي تنوب عن القرون الناطحه .
كمان ان هذا المجتمع لابد ان يدخل في علاقات كثيره قد ينتج عن تلك العلاقات الاختلافات ثم العداء والمقاتله فتضيع الحقوق وتهدر الحرمات ويستمر ذلك فما العلاج ؟!
العلاج يكمل في وجود موازين للحق ثابته وقواعد واضحه ونظم محكمه تحدد للفردي ماله وماعليه في مجتمعه الذي يعيش فيه وتختلف النظم من جيل الى اخر فالاجيال الاولى كانت بحاجه الى نظم ولكنها نظم قليله متواضعه تسد حاجاتها التي لم تتعقد بعد .
وكلما نمت الجماعه البشريه احتيج الى المزيد من النظم .(1)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر د/مفرح بن سليمان القوسي , مدخل لدراسه النظم الاسلاميه ص( 20-21-22-23)الطبعه الاولى 1426هـ - 2005م .


عمل الطالبة:
ريم عبد العزيز الحسن

هناك ٣ تعليقات: